بيان بمناسبة اليوم الدولي للشباب 12 غشت 2013
يحيي العالم ومعه الحركة
الحقوقية يوم 12 غشت من كل
سنة اليوم الدولي للشباب، الذي
أقرته الأمم المتحدة في 12 غشت 2000.
وهي لحظة لاستحضار الأدوار الطلائعية للشباب والحركات الشبابية في النضال من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة، وضد الاستبداد
والظلم والتمييز؛ كما أنها تمثل
فرصة كذلك لتأكيد ضرورة التزام الدول بتعزيز وحماية حقوق الإنسان وضمان
تمتع الشباب بها.
وتخلد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هذا اليوم الدولي
تحت شعار " شباب الجمعية من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية
والمساواة الفعلية"، في سياق دولي يتميز
باشتداد الأزمة الاقتصادية والمالية، وانعكاساتها الكارثية على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية
والثقافية للمواطنات والمواطنين، وفي مقدمتهم الشباب، الذي يشكل شريحة هامة ساهمت في
قيادة النضالات الجماهيرية التي عرفتها دول عديدة
كاليونان، وتركيا، والبرتغال، وبلغاريا، والبرازيل،
وتونس، ومصر، والأردن، واليمن، وليبيا، وسوريا، والبحرين والمغرب...، والتي عكست تطلعاته
وانتظاراته التواقة إلى الحرية والانعتاق، وتغيير الوضع المزري المفروض من قبل الفئات
المهيمنة، المستغلة للثروات والمتحكمة في السلطة السياسية والاقتصادية.
وبالترادف مع ذلك لازالت البلدان المغاربية والعربية
تشهد تضييقا وخناقا ومساسا سافرا بالحقوق والحريات الفردية للشباب، وعدم احترام ميولاته
وتطلعاته وممارساته الفكرية والعقائدية والابداعية؛ وهو ما يلاحظ من خلال اعتقال اأو
متابعات الشباب والتضيق عليهم أثناء ممارساتهم لحقوقهم المشروعة والمكفولة بالمواثيق
الدولية لحقوق الإنسان، والتي غالبا ما نجد هاته البلدان قد صادقت عليها. هذا فضلا
عن ما عرفته سنة 2013 من اعتداءات متواصلة بالمغرب ضد حركات المعطلين وضد الحركة الطلابية
و حركة 20 فبراير وجل الاحتجاجات الشعبية ( إفني، تازة، طنجة، آيت بوعياش، مراكش...).
إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وهي تؤكد،
بالمناسبة، على أهمية دور الشباب في بناء مستقبل الإنسانية، وترسيخ السلم
والتضامن بين الشعوب وبناء عالم أفضل، وضرورة اسهامه بطاقاته الحيوية والإبداعية
في تحقيق التقدم الاقتصادي، والاجتماعي والثقافي للشعوب:
-
تستحضر التضحيات
الجسام التي قدمها ويقدمها الشباب المغربي ومنظماته الديمقراطية، من أجل
الدفاع عن السلم، والتحرر من الاستعمار ومناهضة الإمبريالية، وبناء نظام
الديمقراطية بمفهومها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي؛
-
تسجل بتقدير واعتزاز
كبيرين العطاء النضالي الكبير الذي تقدمه حركة 20 فبراير من أجل الكرامة والحرية
والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، وضد الفساد والقهر والظلم
والاستبداد. كما تدعو بالمناسبة مناضلاتها ومناضليها وكل فروعها وجميع القوى
الديمقراطية إلى مواصلة الانخراط في حركة 20 فبراير كحركة مكافحة موحدة
وحدوية مستقلة جماهيرية شعبية وديمقراطية وسلمية؛ وذلك حتى تحقيق
المطالب النبيلة لحركة 20فبراير.
-
تسجل
المكانة البارزة التي يحتلها الشباب في اهتماماتها من أجل ترسيخ قيم ومبادئ وثقافة
حقوق الإنسان بمجتمعنا والدفاع عن الحقوق الإنسانية للشباب، وتعبر عن
اعتزازها بالمجهودات التي تبذلها فروعها من أجل نشر قيم وثقافة حقوق الإنسان وسط
الشباب والتربية عليها، انسجاما مع البرامج والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة
ومنظماتها المعنية؛ مؤكدة على شعاريها المؤطرين لعملها وسط الشباب:
"مستقبل الشباب رهين باحترام حقوق الإنسان" و"مستقبل حقوق الإنسان
بيد الشباب".
-
تطالب بالإفراج عن الشباب معتقلي الرأي والمعتقلين
السياسيين وفي مقدمتهم:
معتقلو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، و معتقلو حركة 20 فبراير، ومناضلو الاتحاد
الوطني لطلبة المغرب، ومعتقلو الحركات الاجتماعية والنشطاء الصحراويون وكافة
المعتقلين السياسيين ببلادنا، ووقف جميع المتابعات والاعتداءات التي تستهدف
الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والنقابيين، وتؤكد تضامنها مع ضحايا
انتهاكات حقوق الإنسان الممارسة من طرف الدولة المغربية.
-
تحيي نضالات التلاميذ و الطلبة من أجل المطالبة بإلغاء قرارات الحكومة بالتراجع عن
مجانية التعليم بالتعليم العالي وهو ما يعتبر إخلالا بالتزام أساسي يقع على عاتق
الدولة الوفاء به، والمتضمن في العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية
والثقافية، الذي يقر بجعل التعليم العالي متاحا للجميع على قدم المساواة، تبعا
للكفاءة، بكافة الوسائل المناسبة، ولاسيما بالأخذ تدريجيا بمجانية التعليم؛ كما
أنه يرى بأن اعتماد أية تدابير تراجعية، ستعرقل، لا محالة، الحق في الاستفادة
الكاملة من هذا الحق. كما أن التصنيف في مراتب متدنية للتعليم والجامعات المغربية يتطلب
من الحكومة مجهودات أكبر، سواء على مستوى الجودة أو على مستوى تعميم استفادة بنات وأبناء
الشعب منه.
-
تجدد
تضامنها مع نضالات الشباب بجميع فئاته (تلاميذ، طلبة، أجراء وشغيلة ، ومعطلون...) في
مسعاهم للدفاع عن سائر مطالبهم المشروعة وإقرار حقوقهم الإنسانية؛ كما تدعو إلى
وحدة العمل والنضال المشترك، من أجل إقرار الحقوق الإنسانية للشباب في
أبعادها الكونية والشمولية.
و الجمعية، إذ تعتبر أن إقرار حق الشباب المغربي
في المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفي المساهمة
بآرائه ومقترحاته في صياغة البرامج والسياسات التي تعنيه يشكل أحد
مطالبها الأساسية، فإنها:
·
تدين
القمع الذي تمارسه الدولة المغربية في مواجهة الحركات الاحتجاجية المطلبية
للشباب وما يتعرض له الشباب من إقصاء وتهميش.
·
تؤكد
على وجوب تمتع الشباب بكافة الحقوق والحريات الإنسانية الأساسية بما فيها
الحق في تأسيس الجمعيات والمنظمات والانخراط فيه، وضرورة احترام وإعمال القرارات
والبرامج الصادرة عن الأمم المتحدة في السياسات والخطط ذات الصلة بالشباب.
·
ترى أن تجسيد الحق الكامل للشباب المغربي في المشاركة لا
يمكن تحقيقه إلا باحترام حق الشعب المغربي في تقرير مصيره على كافة المستويات،
في إطار دولة الحق والقانون، وفي ظل مجتمع المواطنين والمواطنات الأحرار
والمتساوين في الحقوق؛ مما يستوجب إقرار دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا.
وبهذه المناسبة العالمية كذلك، تتوجه الجمعية
المغربية لحقوق الإنسان إلى المجتمع الدولي من أجل العمل على تحقيق
أهداف السنة الدولية للشباب التي تستهدف نشر المُثُل العليا للسلام، واحترام حقوق
الإنسان، وروح التضامن عبر الأجيال والثقافات والأديان والحضارات؛ متوقفة
عند الدمار والتقتيل الناتجين عن أهوال الحروب الصهيونية والإمبريالية في
فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان وسوريا، والنتائج الكارثية للحروب الأهلية التي
فجرتها السياسات الإمبريالية وغياب الديمقراطية المحلية وعدم احترام حق الشعوب في
تقرير مصيرها في إفريقيا والعديد من بقاع العالم، وتداعيات الأزمات الاقتصادية
والاجتماعية والأمنية والبيئية؛ وداعية إلى بذل كل الجهود لوقف جميع أشكال
الاحتلال والاستعمار وكافة الانتهاكات التي تمس حقوق الشعوب في العالم.
وأخيرا، فإن الجمعية المغربية
لحقوق الإنسان تنادي شبابها وفروعها، إلى احياء اليوم
الدولي للشباب، يوم الاثنين 12 غشت 2013، بمختلف المناطق، بشكل جماعي ووحدوي وعبر
أنشطة متنوعة.

0 Comments 




