السبت، 14 نوفمبر 2015

الجمعية تدين بشدة الأعمال الإرهابية التي ضربت فرنسا و لبنان، وتطالب المنتظم الدولي بتحمل مسؤولياته الكاملة في وقفها، وفي التصدي للأسباب الحقيقية للإرهاب

http://www.amdh.org.ma/ar/news-ar/bur_central2
بـــــيان
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وهي تخلد اليوم العالمي للتسامح، تدين بشدة الأعمال الإرهابية التي ضربت لبنان وفرنسا، وتطالب المنتظم الدولي بتحمل مسؤولياته الكاملة في وقفها، وفي التصدي للأسباب الحقيقية للإرهاب

 تواكب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بكثير من القلق والاستنكار، والعالم مقبل على تخليد اليوم العالمي للتسامح، التصاعد المضطرد للإرهاب الدولي الذي أصبح يضرب في كل مكان، وهو ما أصبح يهدد السلم والأمن العالميين، وينسف ما راكمته الإنسانية من أسس العيش المشترك والتسامح والتضامن والإخاء بين شعوب المعمور، ولعل ما تشهده العراق وسوريا وليبيا واليمن ونيجيريا والصومال وأفغانستان... منذ سنوات وتقاعس المجتمع الدولي وأساسا منظمة الأمم المتحدة والهيآت والآليات التابعة لها في القيام بأدوارها في حفظ السلم العالمي، بل وضلوع عدد من الدول العضوة في المنتظم الدولي في تغذية ورعاية هذا الإرهاب الدولي وتمكينه من كل الفرص للتوسع والانتشار بمده بالعتاد والمال  واحتضان أنشطته وفتح الحدود أمام الملتحقين به، والتغطية الإعلامية المستمرة لأعماله الإرهابية، هو ما قاد إلى ما شهدته الأيام الماضية من عمليات إرهابية انتحارية استهدفت المدنيين في أماكن عامة بكل من لبنان وفرنسا وأسفرت عن أزيد من حوالي 200 من الضحايا بالإضافة  إلى مائتين من المصابين، وما تقوم به دولة الكيان الصهيوني - المحمية دوليا والمتمردة منذ عقود على القرارات الأممية، دون أي حساب أو عقاب - من إرهاب متمثل في  تقتيل أبناء وبنات الشعب الفلسطيني، وهو ما يوضح بما لا يدع أي مجال للشك حجم الخسائر التي تمس القيم والمبادئ الكونية التي يسعى المدافعون والمدافعات عن حقوق الإنسان من أجل  تسييدها لصيانة الكرامة الإنسانية .
والمكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أمام تصاعد المد الإرهابي الأصولي بمختلف أوجهه والذي يستهدف الإجهاز الكامل على حقوق الإنسان في شموليتها ، والزج بالبشرية في أتون الحروب الأهلية والاقتتال الطائفي والعرقي وهو ما يهدد حقوق الشعوب في تقرير مصائرها ومصادرة  الحق في الحياة والحق في السلامة البدنية والأمان الشخصي، فإنه يعبر عن ما يلي:
1- إدانته  الشديدة،  من جهة، للعمليات الإرهابية التي استهدفت المدنيين في لبنان وفرنسا... ، ومن جهة أخرى، لكافة أشكال الإرهاب الأصولي وضمنه إرهاب دولة الكيان الصهيوني العنصري الذي يمارس العقاب الجماعي في حق الشعب الفلسطيني
2- تقدمه  بتعازيه ومواساته الحارة لعائلات الضحايا في هذه الخسارة التي مستهم في أعزاء لهم .
3- تأكيده أن السياسة الدولية دخلت نفقا لا يقيم وزنا لميثاق الأمم المتحدة وللعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب، والتي تستغل أجهزة الأمم المتحدة والأوضاع الامتيازية التي تحظى بها فيها، في شن  الحروب العدوانية على عدد من  الشعوب دون الاحتكام للشرعية الدولية، وهو ما يؤجج شوكة الإرهاب، ويساعد الحركات الإرهابية في تسويق مسوغاتها لأعمالها الإجرامية .
4-  قناعته أن مواجهة الإرهاب  وتجفيف منابعه المادية والمعنوية يتطلب تضافر جهود القوى  المحبة للسلام وأساسا منها حركات المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان والقوى المناصرة لها ، لحمل المنتظم الدولي على القيام بواجباته، وتحمل مسؤولياته والكف عن الكيل بمكيالين في التعاطي مع الأزمات والنزاعات التي يشهدها العالم ، على أساس أن  تبني العلمانية وقيم حقوق الإنسان هو الكفيل  بمناهضة الأفكار التي تحث على الكراهية، والتمييز والتعصب في احترام تام  لحقوق الشعوب والاحتكام للشرعية الدولية لمعالجة المشاكل المطروحة  .
5- مناشدته لكافة حركات المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان، والقوى المناصرة لها وطنيا وإقليميا وعالميا لمضاعفة جهودها، وتكثيف أنشطتها للمساهمة الفعالة  في التصدي للمحاولات الرامية إلى الإجهاز على الحقوق والحريات بمبرر محاربة الإرهاب، وذلك بنشر وتعميم قيم وثقافة حقوق الإنسان، من أجل نبذ كل أشكال العنف والإرهاب والكراهية والعنصرية، بما يفتح الأبواب للحوار والقبول بالحق في الاختلاف لتمازج الحضارات الإنسانية التي تكرم الإنسان أولا وأخيرا، وتشيد مجتمعات  الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان .

المكتب المركزي
الرباط في :14/11/2015

Comments
0 Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق